المشاركات

عرض المشاركات من 2017

الليالي الجنوبية

في كل ليلة تمر علي يا حبيبتي اشتهي ريحك العَطِر واُطَاردهُ في فراشي، ثم افرد جسدي المصطك وانظر الي القمر من نافذتي، فأظنك تنظرين فابتسم املًا، ولا يعكر صفوي الا أن انظر واجدها ليلة دلماء، لكن مازلت حتى اراه واخيلك تفعلين مثلي، وأعزي نفسي باننا تحت نفس السماء، وتحت نفس النجوم ونتنفس نفس الهواء، فاعرف ان النسيم يبلغك في غرفتك اشتياقي.

الشيب

"الوقت بيطير، خلص الي وراك عشان مافيش وقت" قالها ابي عندما وجدني اؤخر يوما بعد يوم، وكنت مراهقًا كعادة هذا السن الارعن لا اصغ لما يقال، ظننته يهدد، فنفذت بلا وعي. في السادسة من عمري بدأ الشيب يخط في رأسه ورأيته مستسلمًا تمامًا وانكرت عليه هذا، وبدأت كل يوم اتفحص رأسه، لاجده يزيد، وهو ببرود اعصاب لا يأبه، بعد عشر سنوات اشتريت له علاجًا لهذا، فرح به قليلًا واستخدمه ثم ما لبث ان ادرك عبث ما يفعل فهجره ها انا اليوم يا ابي، الشيب في شعري كشيبك، واجدني لا ابه.

المعتزلة

جلست قبالة الراهب وقلت مخاطبًا يا هذا، ما اجزعك حتي اعتزلت؟ وما اكتسبت من عزلتك تلك؟، لم ادري هل كنت اسأله ام اسأل نفسي، فرد علي بسؤالي بنبره مطمئنة جئت انت الي هنا، لتقتحم علي عزلتي وفي سبيل ذاك عبرت البحر وهزمت السباع، واكلت التراب، هل اظنك مجنون ام حكيم؟ قلت في نبرة باردة جافة وكأن كهفة المظلم الا من قنديل صغير قد طبع علي، جئتك استسقي رأيك، وقد بدأتك بسؤالي، ولم اسأله ساخرا او ناقما، بل راغبا، راغبا فيه وعنه. فرد علي وهل وجدت مرادك؟ فقلت نعم، وقمت اؤمأت برأسي، وخرجت ابحث لي عن كهف ابعد من كهفه.